السمنة المفرطة والسرطان

السمنة-المفرطة-والسرطان

لقد تحدثنا في المقالات السابقة عن أمور عديدة متعلقة بالسمنة المفرطة والأمراض المزمنة المرتبطة فيها ارتباطاً موثوقاً،
حث تكلمنا عن علاقتها بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري النوع الثاني وامراض الكلى
وسنتحدث في هذا المقال عن السمنة المفرطة والسرطان. فما هي العلاقة بينهما ؟

قامت المجلة العالمية المرموقة
Lancet هنالك دراسة علمية حديثة تظهر العلاقة باظهار أضرار السمنة والأمراض الخبيثة بالاعتماد على قاعدة بيانات ضخمة. كما اظهرت الدراسة وجود صلة مباشرة بين قيم مؤشر كتلة الجسم وخطر الاصابة بالسرطان، وكلما كانت هذه القيم اعلى فان
مخاطر الاصابة بالامراض السرطانية المختلفة ترتفع. مثل سرطان الثدي، سرطان الرحم وسرطان القولون،
ولكن ايضا للامراض الخبيثة الاقل شيوعا، مثل سرطان الكلى،
سرطان الغدة الدرقية، سرطان الكبد، سرطان المرارة، سرطان الدم وامراض اخرى.

وكانت نتائج هذه التحليلات بأن كل زيادة كيلو غرامات/متر مربع من الجسم مرتبطة بارتفاع مخاطر الاصابة كالتالي:

62% خطر الاصابة بسرطان الرحم و 31% خطر الاصابة بسرطان المرارة و 25% خطر الاصابة بسرطان الكلى

19% خطر الاصابة بسرطان الكبد و 10% خطر الاصابة بسرطان عنق الرحم و 10% خطر الاصابة بسرطان القولون

9% خطر الاصابة بسرطان الغدة الدرقية و 9% خطر الاصابة بسرطان الدم و 9% خطر الاصابة بسرطان المبيض

5% خطر الاصابة بسرطان الثدي

أيضا فقد كشفت الدراسة عن علاقة عكسية بين الاصابة بسرطان البروتستات وسرطان الثدي المبكر،
بمعنى انه قلت نسبة الاصابة بهذه السرطانات مع زيادة الوزن – دون التطرق للسبب في ذلك.
وأنه لم يلاحظ عند الغير مدخنين في زيادة الوزن وارتفاه الأصابة بسرطانات الرئة او تجويف الفم.

فما هي العلاقة بين السمنة المفرطة والسرطان؟

في السنوات الاخيرة وقد تم العديد من الدراسات التي حاولت اثبات انه يوجد علاقة بيولوجية بين امراض السمنة المفرطة وبين تطور الأورام السرطانية. فعلى ما يبدو، ان دمج عوامل هرمونية وافراز عوامل مختلفة المرتبطة بالانسجة الدهنية يساهم بشكل كبير في تطور هذه الاورام، بالاضافة الى أن نمط الحياة الغير صحي والذي يتضمن بالاساس اتباع نظام غذائي غير صحي والاهمال..

وكيف لارتفاع الوزن بأن يتسبب بالإصابة بالأمراض الخبيثة ؟

ان ارتفاع الوزن وكثرة الخلايا الدهنية في الجسم يؤثر على افراز العديد من الهرمونات وهذا يحدث خلل في أنسجة الجسم ومن هذه الهرمونات.

افراز الاستروجين: اذ ان الانسجة الدهنية تفرز كميات كبيرة من هرمون الاستروجين، الذي يرتبط بتطور سرطان الثدي، وسرطان الرحم وانواع اخرى من الاورام.

هرمون الانسولين: زيادة الوزن ترتبط بمستويات عالية من هرمون الانسولين وهرمون الـ IGF-1) insulin-like growth factor). وقد ثبت ان هذه الهرمونات تؤثر بشكل كبير على نمو الاورام، وتساهم في تطورها.

الليبتين: يفرز في الخلايا الدهنية ويشجع على تكاثر الخلايا السرطانية.

اديبونيكتين: نقص في افراز هذا الهرمون حيث انه يفرز بمستويات مرتفعة لدى الاشخاص النحيفين، ومن خصائصه أنه مضاد لتكاثر الخلايا.

هل تعتقد أن هذه المقالة مفيدة لك ؟
في حال وجود أي إستفسار تواصل الآن مع الدكتور أسامة سفاريني